الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

• أوراق فقهية - ٣- : ( حكم الإطالة في الدعاء للإمام عند آية رحمة أو عذاب ) .

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعد :
     فقد ‏ثبت في صحيح مسلم: " أن النبي ﷺ كان يصلي من الليل إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بآية سؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ " مسلم ( ح 773 ) .
- ونصّ جمع من أهل العلم أن المأموم يصنع ذلك كما يصنعه الإمام .
- ولا شك أن ذلك لم يكن من مشهور فعل النبي ﷺ في الفرائض .
- فإن اعترض بما صح عن عمر أنه صلى خلف ابن السائب فقرأ: " فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون " 
فقال عمر : وأنا أشهد وملأ صوته المسجد"
رواه أبو عبيد في ( فضائل القرآن 150 ).
وفعل عمر كان في فريضة الفجر .
- قيل : نعم فإن المستمع للقرآن قد يجد من الواردات ما لا يستطيع دفعه، وربما تحرك القلب من الخشوع بما يؤثر على اللسان والجوارح، وهذا فقد كان يسيرا نادرا، وأما وقوف الإمام عند آية رحمة أو آية عذاب وقطعه للقراءة مطيلا للتضرع والدعاء مع جهره بذلك، وربما أمّن من خلفه؛ فالظاهر أنه ليس من مقتضى الامتثال للحديث، بل هو توسع بما لم تأت ِهيئته في الشرع، ولا يصح أن يلحق ذلك الصنيع بالدعاء والتسبيح النبوي اليسير، فإن العادة الشرعية جارية باغتفار الأمر اليسير ما لا تغتفره في الأمر الطويل.
- هذا وقد تناقل الناس مقاطع صوتية للشيخ العابد أحمد الحواشي فيها شيء من هذا التطويل، والذي يظهر أن هذا ليس من تمام تطبيق تلك السُنة، ولكن الشيخ اجتهد ولعله أخطأ .
ومَن مثل الشيخ أحمد في عبادته وزهده وتألهه، فإن الشيخ أعجوبة من أعاجيب الزمان في التعبد والتنسك، وله أحوال ومقامات وأنواع من التأثيرات يعرفها من شامّه وجالسه، وحقه على إخوانه النصح والتذكير ، والعلم عند رب العالمين .
والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد .
• كتبه / محمد آل رميح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق