الأحد، 27 يونيو 2021

مواعظ الحج: التسليم للشريعة.

      الحمد لله، والسلام على رسول الله، أما بعد:

     فكم في مواضع الحج من تذكرة، وكم في نصوصه وآياته واحاديثه من عبر ومواعظ، تأمل ما ثبت في البخاري أن رجلا سأل ابن عمر رضي الله عنهما عن استلام الحجر، فقال ابن عمر: «رأيت رسول الله ﷺ يستلمه ويقبله» قال: قلت: أرأيت إن زحمت، أرأيت إن غلبت، قال: «اجعل أرأيت باليمن، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله»!

هكذا كان الصحابة يريدون أن يربّوا التابعين عليه.

كان الصحابة يعلمون الناس تعظيم الشريعة، وسرعة الامتثال للأمر والنهي، وعدم افتراض الاعتراضات على الطاعة.

هناك من إذا سمع أمرًا شرعيًا جعل يضع عليه العوائق، التي تعوق عن امتثاله والاستجابة له.

مع أنك لو تأملت الأمور التي ذكرها ذلك الرجل: (أرأيت إذا زحمت)، لوجدته عذرا سائغا، لكن ابن عمر كان يلتفت لمعنى أعظم، كان يريد أن يعلم ذلك التابعي أن ينفذ كالسهم في الطاعة، ولا يلتفت يمينا وشمالا.

مع أن الإجماع منعقد أن تقبيل الحجر ليس واجبا، بل سنة من السنن.

ولكنَّ الصحابي رضي الله عنه، أراد تعليم التابعي كيف يبادر المؤمن عند الطاعات.

وكان هذا الأمر متكررا عند ابن عمر، ففي الترمذي أن اﺑﻦ ﻋﻤﺮ سئل ﻋﻦ اﻷﺿﺤﻴﺔ ﺃﻭاﺟﺒﺔ ﻫﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ابن عمر: ﺿﺤﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻭاﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻓﺄﻋﺎﺩﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ذلك الرجل، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺗﻌﻘﻞ؟ ﺿﺤﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭاﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ!

ثم لاشك أن المأمورات ليست على رتبة واحدة، وأن الواجب ليس كالسنة، ولكن من الأدب الإيماني ألا يكون المؤمن ممن إذا علم عملا صالحا أكثر السؤال: أواجب هو أم سنة؟ ليتركه إذا كان سنة.

بل يكفيه أنه جاء عن النبي ﷺ، وإنما يستفهم ويسأل عن ذلك إذا حصل منه ترك لهذا العمل، فيسأل عن رتبة ما ترك لئلا يقع في معصية.

ومثل ذلك ما يفعله بعضهم سمع بمنع شرعي، أكثر السؤال أمحرم أم مكروه، وهو يريد أن يفعله إذا كان مكروها.

لا، بل يكفي المؤمن أن يعلم أن ذلك ممن نهت عنه الشريعة.

هلموا فلنبادر للطاعة، ولنر الله من أنفسنا خيرا، والله المستعان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق