الثلاثاء، 1 فبراير 2022

المقاتل العلميّة

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول ﷲ، أما بعد:

   فمن الكلمات التي كانت تدور على ألسنة مشايخنا الصالحين، ويرددونها على الطلاب من غير سآم؛ كلمة ابن عجلان: (إذا أغفل العالم لا أدري؛ أصيبت مقاتله!). (المدخل للبيهقي: ٤٣٦، تاريخ بغداد ١٦/ ٤٠٨)

     وهذه الكلمة الطاهرة قد نُقلت لنا بإسناد جليل، تسلسل فيه علماء الأمّة الكبار، فإنها مرويّة عن أحمد بن حنبل قال: حدثنا الشافعي قال: حدثنا مالك، عن ابن عجلان.

    ومن اللطيف أن مالكًا لم يسمع من ابن عجلان إلا هذه الكلمة، ونعمت الكلمة. (التعديل والتجريح للباجي ٢/ ٧٠٠)

     • وهذه الكلمة الطيّبة قد رويت عن عدد من السلف، كما جاءت عن ابن عباس، وعن غيره. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء، ص: ٣٨).

     • وكان العلماء يتواصون بتدريس هذه الكلمة للطلاب! وتلقينهم هذا الأدب، فقد جاء عن عبد الله بن يزيد بن هرمز أنه قال: "ينبغي للعالم أن يورّث جلساءه قول لا أدري، حتى يكون ذلك أصلًا في أيديهم يفزعون إليه، فإذا سئل أحدهم عمّا لا يدري قال: لا أدري"! (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء، ص: ٣٨)

     • وانظر دوران هذه الكلمة على ألسنة الأئمة في كل فن، انظرها في المسائل الحديثية والمسائل الفقهية واللغوية، انظرها في المسائل التي سئل عنها ابن معين، كيف كان يحيل على هذه الكلمة، وهو يسأل عن أسماء الرجال ودرجاتهم وحديثهم، انظرها في كلام الإمام البخاري في التاريخ الكبير، انظرها في مسائل الإمام أحمد، المنقولة لنا عن كبار أصحابه، وقد عددت له في مسائله المطبوعة نحوًا من مائتي مسألة يقول فيها: لا أدري، ووالله إنَّ كثيرًا منها ما لو عرضت على بعضنا لانطلق كالسهم ليس يلوي على شيء، وستتعجب من كثرة ترداد الفقهاء في كتبهم: أظن ونحوه دون الجزم، ومن أكثر من رأيته على هذه الطريقة الزركشي في شرحه على الخرقي، فكثيرًا ما يعول على المظنة، ويفزع إليها دون أن يجزم في مواضع تردده، رحمه الله.

     • وإنّ من تمام عقل العالم أن يجعل من هذه الكلمة مفزعًا له كلما طاف به طائف من شك في مسألة، وقد روى الأعمش عن شقيق عن عبد ﷲ بن مسعود قال: والله إنّ الذي يفتي الناس في كل ما يسألونه لمجنون. (سنن الدارمي ١/ ٢٧٢)

قال الأعمش: قال لي الحكم بن عتيبة: لو سمعت هذا منك قبل اليوم ما كنت أفتي في كثير مما كنت أفتي. (جامع بيان العلم وفضله، (٢/ ٨٤٣).

هذا الحكم بن عتيبة الذي ﻗﺎﻝ فيه ﻣﺠﺎﻫﺪ ﺑﻦ ﺭﻭﻣﻲ: ﺭﺃﻳﺖ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺨﻴﻒ ﻭﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻴﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ!

والذي ﻛﺎﻥ ﺇﺫا ﻗﺪﻡ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﺧﻠﻮا ﻟﻪ ﺳﺎﺭﻳﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻳﺼﻠﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ. (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، ٣/ ١٢٤)

     • ثم لا تظنّ أنّ هذه كلمة الأصاغر في العلم والعمل، كلا! بل هي كلمة الأكابر، الذين يعرفون مقام الفتيا، ويخافون مقام ربهم ووعيده، فعن اﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻗﺎﻝ: ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺃﻫﻴﺐ ﻟﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺃﻫﻴﺐ ﻟﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ. (الطبقات لابن سعد ٣/ ١٣٢)

وقال الشافعي: ما رأيت أحدًا فيه من آلة العلم ما في سفيان بن عيينة، وما رأيت أكفّ عن الفتيا منه. (الجرح والتعديل ١/ ٣٣)

ولقد كان ما يقول فيه ابن عمر لا أدري أكثر مما يفتي فيه. (أخبار المكيين من تاريخ ابن بي خيثمة ص: ٢٥٣)

وعن حنظلة بن أبي سفيان قال: ما رأيت عالما قط يقول: لا أدري أكثر من طاوس. (تاريخ الإسلام ٣/ ٦٦).

وليست هذه الكلمة دليلًا على الجهل، بل تكرارها مما يدلّ على علم صاحبها، وفقهه عن ﷲ، فإنّ العالم إذا توسّع في العلم جبن عن الفتيا، لكثرة إشرافه على منازع أدلة المخالفين، واطلاعه على مآخذ الاعتراضات في المسائل، فيحمله ذلك على التحوّط والحذر، وربما حمل عليها ما قد صح عن أبي الدرداء رضي الله عنه حين قال: لا أدري نصف العلم. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء، ص: ٣٨)

وعن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، قال: "إنّ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺮء ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ: اﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﷺ: {ﻗﻞ ﻣﺎ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﺮ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻜﻠﻔﻴﻦ}.

وقد كان السلف الطيبون يرون ذلك محمدةً في صاحبه، لا وكس فيها على صاحبها، ويرون من العلم أن يُسأل العبد فيقول لما لا يدريه: لا أدري، فحين سأل الحسن بن صالح رجلًا عن شيء؟ فقال: لا أدري فقال: الآن حين دريت. الكامل في ضعفاء الرجال (٣/ ١٤٨)

  • ويجب على المؤمن أن يذَكر نفسه بأن ما يجهله أكثر مما يعلمه، فإنّ ذلك أحرى ألا تأخذه أخذات النفس، ومن الأخبار اللطيفة في هذا أنه كان لإبراهيم بن طهمان جراية فاخرة (راتب وعطاء) من بيت المال، قال: فسئل مسألة يومًا من الأيام في مجلس الخليفة، فقال: لا أدري! فقالوا له: تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تحسن مسألة؟! قال: إنما آخذه على ما أحسن، ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال علي، ولا يفني ما لا أحسن، فأعجب أمير المؤمنين جوابه، وأمر له بجائزة فاخرة، وزاد في جرايته. (تاريخ بغداد ٧/ ١٣)

     • وينبغي على صاحب العلم والفتيا؛ ألا يتردد في قول لا أدري، ولا يستحيي منها، قال أبو عمر الزاهد، قال: كنت في مجلس أبي العباس ثعلب؛ فسأله سائل عن شيء، فقال لا أدري، فقال له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟! فقال له ثعلب لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت. (تاريخ بغداد ٦/ ٤٤٨)

ولست أنسى أني سألت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله عن صحة حديث ﺃبي ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﻭﺳّﻄﻮا اﻹﻣﺎﻡ»، الذي رواه أبو داود، فقال من فوره: لا أدري، لم يتلعثم أو يتردد أن يقولها وهو عالم الدنيا، ولست أعجب أن يقول مثله: لا أدري، لمسألة لم يجزم بها، لكنّ الذي أخذني في ذلك الجواب، ولم يذهب من نفسي؛ أريحيته بقوله وتبسّطه فيه دون أن تأخذه ضجرة أو تردد.

     • وربما ظنّ بعضهم أنّ في هذه الكلمة حطّةً بصاحبها، وليست كذلك عند أهل التقوى، وقد قيل للشعبي: أما تستحي من كثرة ما تسأل، فتقول لا أدري، قال: إن ملائكة الله المقربين لم يستحيوا حَيْثُ سئلوا عما لا يعلمون، أن: {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة: 32}. أخبار القضاة (٢ / ٤٢٢)، (تاريخ دمشق لابن عساكر ٢٥/ ٣٦٦).

وقال أحمد بن عمرو بن سرح، سمعت ابن وهب يقول: لو أردت أن أنصرف كل يوم بألواحي ملأى عند مالك بن أنس فيما يسأل ويقول لا أدري لانصرفت بها، قال ابن سرح: وقد صار لا أدري عند أهل زماننا هذا عيب!

وكان كبار أعلام الأمّة لا يبالون أن يبينوا نقص علمهم في باب أو فن أو علم، فلما قال عبد الرحمن بن القاسم لمالك: يا أبا عبد الله ليس بعد أهل المدينة أحد أعلم بالبيوع من أهل مصر! فقال مالك: ومن أين علموا ذلك؟ قال: منك يا أبا عبد الله! فقال له مالك: ما أعلمها أنا! فكيف يعلمونها بي؟ (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء، ص ٣٧).

     • وليس والله العجب ممن قال لما لا يدري: لا أدري، لكنّ العجب ممن يقول لما لا يدري: أدري! فيسارع دون تروي، ويفتي بغير بينة، ويتكلم بغير تريث، قال سفيان بن عيينة: عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه كان في حلقة فيها رجل من ولد عبد الله بن عمر، فسئل العبدلي عن شيء، فقال: لا أدري! فقال له يحيى بن سعيد: العجب منك كل العجب، تقول لا أدري وأنت ابن إمامي هدي! فقال: ألا أخبرك بأعجب مني عند الله، وعند من عقل عن الله؛ من قال بغير علم أو حدث عن غير ثقة. (مقدمة صحيح مسلم، ٤/ ١٦، الكامل في ضعفاء الرجال ١/ ٢٤٥).

     • والناس لهم ضغطة على العالم، وملجئة يلجئونه بها ليجيب، وقد رأيت من المستفتين مَن يذكر مشقّته وعنته ليحمل المفتي على الجواب له بما يحب، ولكن من اتقى ﷲ لم يجعل من نفسه وقاء لأحد من النار، بل يجب أن يتذكر عند فتياه أنه قد أوقف نفسه على شفا هلكة، وشفير النار، إن لم ينجها بالتقوى وقع، فعن ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎﻝ: "ﺻﺤﺒﺖ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﺷﻬﺮًا ﻓﻜﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻻ ﺃﺩﺭﻱ، ﺛﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻲّ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻫﺆﻻء؟ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻮا ﻇﻬﻮﺭﻧﺎ ﺟﺴﺮًا ﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﻨﻢ!". (جامع بيان العلم، ٢/ ٨٤١)

فليست مشقة المستفتي وتعبه بأهون من نار جهنم، ولما سأل رجلٌ مالكًا عن مسألة، وذكر أنه قد جاء مرسولًا يسأل عن هذه المسائل من مسيرة ستة أشهر! قال له مالك: فأخبر الذى أرسلك أني لا علم لي بها! قال: ومن يعلمها؟ قال: من علّمه الله!(الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء، ص:٣٨).

• وذلك لأنهم يعلمون أن هذه الكلمة فيها سلامة من النار! يستجنّ بها العبد من نار جهنم، قال مالك بن أنس: جُنّة العالم لا أدري. (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء، ص: ٣٧).

وقد أتبع مالك القول الفعل، فكان كثيرًا ما يرد المستفتين بلا أدري، قال ابن أبي أويس عن خاله مالك بن أنس: سئل مالك مرة عن نيف وعشرين مسألة فما أجاب منها إلا في واحدة.

وكان ربما يسأل عن مائة مسألة فيجيب منها في خمس أو عشر، ويقول في الباقي: لا أدري. (ترتيب المدارك، ١ /١٨٣)

وكان أصحاب مالك حين يرونه يدرأ ما يسأل عنه بلا أدري يتعجبون، ويقول قائلهم: لا والله ما رفع هذا الرجل إلا بالتقوى، من كان منكم يسأل عن هذا فيرضى أن يقول لا أدري؟ (ترتيب المدارك وتقريب المسالك ١ /١٨٣)

وكان إذا تعجّب منه السائلون، كيف يكثر من قول: لا أدري، احتج عليهم بحديث ابن عمر، حين يقول: لا أدري، ثم يقول: فمن أنا؟! وإنما أهلك الناس العجب وطلب الرئاسة، وهذا يضمحل عن قليل! (ترتيب المدارك وتقريب المسالك ١ / ١٨٤)

وكان يلوم بعض المستفتين الذي ربما استخف بالعلم، وقال للمفتي: هذه مسألة سهلة، فكان مالك إذا قيل له ذلك غضب، وقال: ليس في العلم شيء خفيف، أما سمعت قول الله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا}، فالعلم كله ثقيل، وبخاصة ما يسأل عنه يوم القيامة. (ترتيب المدارك، ١ / ١٨٤- ١٨٥)

وربما وجهوا لمالك المسائل فتقيم  عنده زمنًا ثم يخرجها، قد أجاب ببعضها، وتوقف في أكثرها، كما جاء عن بعض أصحابه أنه وجه له بمسائل فبقيت عنده أربعة أشهر ثم جاءت بخاتمه بعد ذلك، وقد أجاب في ثلث ذلك المسائل، وقال في باقيها: لا أدري! (ترتيب المدارك ٣/ ٧)

     • ومما يعين صاحب العلم على لزوم هذه الكلمة، أن يتذكر أن فتواه دين يتدين بها الخلق، وحين سئل عطاء عن مسألة، وقال فيها: لا أدري، وقيل له: ألا تقول فيها برأيك؟ فقال: إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي! (تهذيب التهذيب ٧/ ٢٠٢).

     ﻭهي والله راحة الخاطر وسكون النفس، وقد ﺫﻛﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: "ﻣﺎ ﺃﺑﺮﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺒﺪ، ﻣﺎ ﺃﺑﺮﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺒﺪ"! ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻭﻣﺎ ﺫاﻙ؟ ﻗﺎﻝ: "ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻠﺸﻲء ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻪ: اﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ". (جامع بيان العلم، ٢/ ٨٣٦)

والعلم عند الله.

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول ﷲ.

هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله خيرا والله افدتنا ونصحت لنا وذكرتنا بحبائل الشياطين نسأل الله لنا ولكم السلامة

    ردحذف