الخميس، 25 يونيو 2020

• ملاينة الفجّار. (حديث حول ميزان الخصومات)

     الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول ﷲ أما بعد:‏
    فليس أغيظ عندي من صاحب العلم والذكاء والنظر حين يعود من علمه بارد الحس عند المنكر، طري القلب مع الفاجر، مبسوط الثناء والإعذار لأعداء الشريعة!
     فإنه كلما عظم مقام الله في قلب العبد كلما ثقل لسانه عن ذكر صرحاء أعداء ﷲ إلا بذم وثلب، حتى إنه ربما تحقق في عدو من أعداء الشريعة فضيلة من خلق أو ذكاء؛ فتلوّى عليه لسانه عن مدحه وقمط عن الثناء عليه.
     ‏ولقد رأيت بعض أهل الفضل عاد مادحًا لرأس من رؤوس الباطل، وإمام من أئمة الضلالة دون أن يتوارى بقوله، ومن غير أن يخبئ كلامه، ثم رأيت بعض المصفقين، سخنت كفوفهم حماسة لقوله، وفرحا بمدحه! 
     عاد ذلك الفاضل يثني على د. طه حسين، يصف لطفه وسماحته ووفاءه.
• كأن طه لم يقل يومًا عن القرآن: "لم لا يكون من حق الناس أن يعلنوا آراءهم فى هذه الكتب من حيث هى موضع للبحث الفني والعلمي"!
• ربما كان طه سهلًا طيب الخلق مع عشرائه، ولكنه كان ينكر وجود إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-!
وكان يزعم: أن قصتهما من تلفيق العرب الذي صدقه القرآن!
• إنك إن اثنيت على طه بذكر مكانته الأدبية العالية، حتى كان يُستقبل استقبال الملوك! لا تنس أن تثني عليه بسفوله في دينه ومعتقده وقلمه حين كان يقول: "ليس يعنيني هنا أن يكون القرآن الكريم قد تأثر بشعر أمية بن أبى الصلت أو لا يكون"!
• وقد قيل عن طه: إنه كان وفيًا لخصومه كوفائه لطلابه، لكنه لم يكن وفيًا لدين ﷲ لما قال: "هذه الحنيفية التي لم نستطع إلى الآن أن نتبين معناها الصحيح"!
أين وفاؤه حين قال: "فليس ما يمنع قريشًا من أن تتقبل هذه الأسطورة! التي تفيد أن الكعبة من تأسيس إسماعيل وإبراهيم"!
• لقد قضى طه حياته وسلّط قلمه ألبا على القرآن والوحي، حتى كان يقول عن مكي سور القرآن: "ما هو جدير بالبيئات الجاهلية التي تشبه بيئة مكة تأخراً وانحطاطا"، وعن سور القرآن المدني: "أثر واضح من آثار التوراة"!
‏• ألم يكن (الدكتور طه) ذكيًا أديبًا ألمعيًا؟ لا أدري فإنه كان يمتص آراء المستشرق (مرجليوث) وأمثاله من المستشرقين كجريجوار وجريدور وسكايف ولالاند وسانياك، ثم ينفخ فيها من قلمه، ويصبغها بلسانه فإذا هي حية تسعى بين الكلام!
• لا تحدثني عن ‏موضوعيته وإنصافه؟ فأين كان إنصافه حين صادر تاريخ مصر الإسلامي؛ فقام يربط مصر والمصريين بالفرعونية وبحضارة البحر الأبيض والغرب والحضارة اليونانية.‏
• ولئن ظنه بعضهم أكاديميًا عريقًا؟ فنعم، فما ظنك برجل أعطي (٧) شهادات دكتوراة (فخرية) من جامعات أوروبا!
في وقت حربها العاصف على المسلمين!
• وأما بيع المبادئ فدونك ذلك الولاء الرخيص للقصر، وإنشاء مجلة الكاتب المصري الداعمة لليهود، وتنقله من معارضة حزب الوفد ليكون قطبًا من أقطابه في ميوعة فكرية رخيصة؟
• وربما قيل: لكنه كتب كتابه: (على هامش السيرة) في مراحل متأخرة من حياته! فنعم صدقت! ثم شحنه بكلام يدسّ فيه السخرية والتهكم والاستهزاء!
• لقد قضى طه خمسين عامًا في حرب الإسلام والقرآن والنبي ﷺ، ثم يأتي د. محمد عمارة ليكتب كتابه (من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام)، ويدلل على ذلك بنتف من كتبه التي ألفها بأخرَة، مما ظاهره فيه الرحمة وفي سُفَطه الموت الزؤام! لتتكرر تلك السقطة التي يسقط فيها بعض دعاة الإسلام في كل مرة!
• لا يغفلك ذلك عن أن حرب (طه حسين) الظاهرة على الإسلام، هتكها وكشف سترها أدباء الإسلام وعلماؤه، فما زال أمره في سفال، لكنه في ذلك الوقت عاد يسلك سبيلا يضرب به الإسلام والدعوة من داخلها بكتب من مثل: (على هامش السيرة)!
اللهم إني أبرأ إليك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وصحبه.



هناك تعليقان (2):

  1. جزاكم الله خيرا ونفع بكم

    ردحذف
  2. ماشاء الله حفظكم الله شيخنا وسددكم

    ردحذف