الأربعاء، 15 سبتمبر 2021

مسألة في الاستخارة.

     الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول ﷲ، أما بعد:

     فمن المسائل التي يكثر دورانها على الألسنة:

     - حدود الأمور التي يستخار فيها.

     - وضابط أثر الاستخارة على المستخير.

     • والذي يظهر أن الاستخارة في الأمور الكبرى التي تعرض للإنسان، ولو لم يعزم عزما أكيدا، فإن الهمّ أدنى درجات العزم، وفي مسلم: لما خطب النبي ﷺ زينب، قال أنس: قال زيد بن حارثة حين بعثه النبي ﷺ: (ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ: ﺃﺭﺳﻞ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﺬﻛﺮﻙ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺼﺎﻧﻌﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻭاﻣﺮ ﺭﺑﻲ، ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪﻫﺎ)، فدل على أنّ هذا في أول ما أتاها الخبر.

     • ثم يظهر أنه إن استخار فينظر في مجموع حاله من التيسير والانشراح وغيرها: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ﻭالاﺳﺘﺨﺎﺭﺓ ﺃﺧﺬ ﻟﻠﻨﺠﺢ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻃﺮﻗﻪ، ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺨﻴﺮﺓ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ يشرح ﺻﺪﺭ اﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻳﻴﺴﺮ اﻷﺳﺒﺎﺏ، ﺃﻭ ﻳﻌﺴﺮﻫﺎ، ﻭﻳﺼﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ).

     - والانشراح جاء في كلام النووي والخرشي والنفراوي والدسوقي من المالكية، ولكن ينبغي أن يقيّد ذلك بما قاله ابن حجر: (ﻭاﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ينشرح ﺑﻪ ﺻﺪﺭﻩ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻫﻮﻯ ﻗﻮﻱ ﻗﺒﻞ الاﺳﺘﺨﺎﺭﺓ).

     - وألغى اعتبار الانشراح العز بن عبد السلام والزملكاني من الشافعية وغيرهم، وقالوا: بل يعمل بما هم به.

     - واعتبر مطلق المرجحات كالرؤيا بعض الحنفية.

     والعلم عند الله.

هناك 3 تعليقات:

  1. جزاكم الله خيرا و نفع بكم

    ردحذف
  2. بارك الله فيكم شيخنا الكريم ، من كانت عنده عزيمة صادقة على فعل أمر لاتردد فيه فهل يستخير ؟

    ردحذف
  3. جزاكم الله خيرا وزادكم علما وفقها

    ردحذف